الى أخي مدرس القرآن الكريم في الدورات القرآنية وغيرها أقدم هذه التوجيهات علَّها تعينك في مهمتك العظيمة.
(1) عليك استذكار قدسية تربية الجيل واستشعار رقابته عزّ وجلّ في مرحلتي التحضير والتدريس.
حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وهناك أحاديث أخرى في هذا المجال.
مقامها مقام تشريف وليس تكليفا ،اكتسبت هذا التشريف من شرف القرآن.
(2) عليك توجيه الهدف وقرنه بالنية الصادقة،
والهدف أن تزرع في قلوب الطلاب الإيمان وعدِّهم نبتة ترعاها كما الفلاح يرعى نباته ويفرح بثمرتها.
قصة الغلام اليهودي مع النبي وكيف هدي على يدي النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال (صلى الله عليه وسلم)
(الحمد لله الذي أعانني على إنقاذه من النار).
قول الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله (إذا رأيتُ مريداً أفلح على يديَّ كأنني أكلت وشربت وارتويت ) .
(3) كن قدوة صالحة للطالب .
إياك أن يخالف قولك فعلك أو العكس.
قال الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله (من لم ينفعك لحظه لم ينفعك لفظه) .
(4) كن ذا شخصية محبوبة وجذابة لا قوية كما يقولون. وذلك من خلال
قربنا من الله يزرع الهيبة في صدور الطلا ب ويفرض شخصيتنا عليهم.
الخلق الجم والتعامل اللطيف يحبب الطلاب فينا .
الإحسان إليهم يفرض حبك فيهم ,قال الشاعر
أحسنْ إلى الناسِ تستعبدْ قلوبَهم طالما استعبدَ الإنسانَ إحسانُ
(5) عليك إظهار الرحمة والحب للطلاب وعدم تمييز أحدٍ منهم على الآخرين.
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)يرمق الصحابة بنظره فيظن كل واحد منهم أن النبي (صلى الله عليه وسلم) يخصه بالنظرات دون غيره.
عمرو بن العاص أحسّ من خلال نظر النبي (ص) إليه أنه يحبه أكثر من بقية الصحابة فسأل النبي من أحب الناس إليك قال أبو بكر فظن أنه الثاني فسأله أخرى وهو يقول فلان حتى عشرين مرة , فأقنع نفسه أنه الحادي والعشرين مخافة أن يسأل فيكون غيره.
(6) عدم استعجال النتائج , فهي من خاصّة الله سبحانه وتعالى , فرب كلمة عملت في قلب صاحبها عمل النار في الهشيم يظهر أثرها بعد حين.
– قال تعالى(إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (القصص:56).
– قصة يوسف العظم مع الأرمني في السجن وهو يدعوه إلى الله.
(7) عليك أن تتعامل معهم على أنهم أطفال وشباب لا على أنهم رجال(أي تتعامل معهم وفق أعمارهم).
– حديث النبي (ص) (يا أبا عمير ما فعل النغير) .
– حديث النبي (ص) (ارموا بني إسماعيل فان أباكم كان راميا).
– علماء النفس يقولون :(إن حركة الطفل دليل على ذكاءه وفطنته غالبا ) فلا تضجر بالحرك وعليك الانتباه إلى الخمول الكسول.
(8) عليك بزرع المفاهيم وعدم التركيز والانحصار على التلقين.
– علماء النفس يقولون: (وقت الشباب هو لإدراك المفاهيم وليس للحفظ والتلقين ).
(9) عليك التركيز على الجانب العملي في التوجيه أكثر بقليل من النظري.